دعونا نكمل استعراضنا الشيّق:

Metal Gear Solid: Peace Walker

ما يقارب 18 ساعة من المتعة الخالصة

ias

بعد بضع سنوات فقط من إصدار Guns of the Patriots، التي بدت وكأنها خاتمة مُحكمة لسلسلة Metal Gear الأسطورية، أذهل المبدع Hideo Kojima الجميع بالإعلان عن Peace Walker. كانت هذه اللعبة بمثابة باكورة أعمال السلسلة الرئيسية التي صُممت خصيصًا للأجهزة المحمولة، وتحديدًا جهاز PSP المحبوب. تدور أحداث اللعبة بعد مرور عقد تقريبًا على نهاية Snake Eater، حيث يتقمص اللاعب دور Big Boss ويخوض مغامرة في كوستاريكا للتحقيق في وجود قوة عسكرية غامضة بدأت تثير الذعر في المنطقة.

على الرغم من القيود التقنية التي فرضها جهاز PSP، تمكنت Peace Walker ببراعة فائقة من الحفاظ على جميع العناصر التي ميزت سلسلة Metal Gear، بدءًا من التسلل والتخطيط الاستراتيجي، ووصولًا إلى الحبكة السردية العميقة والآسرة. بل أضافت Peace Walker لمسة إبداعية فريدة من خلال مشاهد القصص المصورة (Motion Comic) ذات التصميم الفني الاستثنائي، مما منح اللعبة هوية بصرية مميزة ومختلفة عن أي جزء سابق. لم يقتصر أسلوب اللعب على التقليدية، بل اعتمد على مهام متنوعة يمكن إعادتها بطرق مبتكرة ومتعددة، بالإضافة إلى نظام تطوير أسلحة وقاعدة Mother Base قابلة للتوسيع والتخصيص حسب رغبة اللاعب.

من الناحية القصصية، تُعتبر Peace Walker حجر الزاوية الذي مهد الطريق للأحداث الجسام في The Phantom Pain. هنا، يبدأ Big Boss في اتخاذ خطواته الأولى نحو تأسيس جيشه الخاص المستقل، ويتناول مفاهيم فلسفية عميقة مثل السلام، والردع النووي الاستراتيجي، والسيطرة على المصير. كما تقدم اللعبة لحظات إنسانية مؤثرة تجسد الصراعات الداخلية التي يعيشها Big Boss، بين كونه جنديًا يتوق إلى الاستقلال، وكونه جزءًا لا يتجزأ من نظام عالمي معقد متشابك.

Metal Gear Solid 4: Guns Of The Patriots

حوالي 18 ساعة ونصف من الإثارة والتشويق

صُممت Metal Gear Solid 4: Guns of the Patriots لتكون الفصل الختامي الملحمي لقصة Metal Gear Solid التي عمل Hideo Kojima على تطويرها وصقلها لأكثر من عقدين من الزمن. وبالطبع، لم يدخر Kojima جهدًا في تقديم تجربة تتجاوز كل التوقعات وتلامس شغاف القلوب. تُعد هذه اللعبة من أطول وأعمق الأعمال التي أخرجها Kojima في مسيرته المهنية الحافلة بالإنجازات، سواء على مستوى القصة الغنية بالتفاصيل، أو التقديم السينمائي المذهل، أو التنوع اللامتناهي في أسلوب اللعب.

تجري أحداث اللعبة في عالم مزقته ويلات الحروب الخاصة، حيث يعيش Solid Snake أيامه الأخيرة بسبب الشيخوخة المتسارعة الناتجة عن كونه نسخة مستنسخة. تقوده مهمته الأخيرة إلى صراعات عالمية متشابكة ولقاءات مؤثرة مع حلفاء وأعداء من الماضي، في محاولة يائسة لإيقاف مخطط Liquid Ocelot الشيطاني الذي يهدد العالم بالفناء. على الرغم من أن مدة إنهاء اللعبة تتراوح حول 18 ساعة ونصف، فإن هذه المدة لا تُقضى بالكامل في اللعب المباشر، إذ أن اللعبة تحتوي على كمية هائلة من المشاهد السينمائية الطويلة والمحادثات الغنية بالتفاصيل التي تزيد من عمق التجربة.

ما يميز Guns of the Patriots ليس فقط السرد العاطفي المؤثر والتصوير السينمائي المتقن الذي يضاهي أفلام هوليوود، بل أيضًا أسلوب اللعب المرن الذي يتيح للاعب خيارات متعددة بين التسلل والتخفي أو المواجهة المباشرة، ضمن بيئات متنوعة وخلابة مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وحتى قواعد عسكرية سرية تخفي أسرارًا لا تُحصى. كما تم تقديم نظام تمويه متطور وتخصيص للأسلحة، بالإضافة إلى تقنيات متطورة للغاية مثل الروبوتات والطائرات بدون طيار، مما يعكس عالمًا متقدمًا تقنيًا ومضطربًا سياسيًا واجتماعيًا.

Death Stranding 2: On The Beach

رحلة آسرة تمتد لـ 33 ساعة

بعد النجاح الاستثنائي والمثير للجدل الذي حققه الجزء الأول، عاد العبقري Hideo Kojima ليقدم تجربة أكثر غرابة وعمقًا في Death Stranding 2: On The Beach. هنا، يواصل اللاعبون رحلتهم الملحمية في عالم ما بعد الكارثة برفقة Sam Porter Bridges، ولكن هذه المرة مع نطاق أوسع، ومخاطر أعظم، وأسئلة وجودية أكثر تعقيدًا وتشويقًا.

في هذا الجزء، يجتاز Sam بيئات جديدة مليئة بالتحديات الجغرافية والطقسية القاسية، وسط تهديدات تتجاوز كل ما واجهه في الماضي، بما في ذلك كائنات غير مرئية وتحولات زمنية كارثية تؤثر بشكل كبير على العالم من حوله. وعلى الرغم من أن فكرة توصيل الطرود لا تزال عنصرًا أساسيًا في اللعبة، إلا أن Death Stranding 2 توسع المفهوم ليشمل بُعدًا رمزيًا وروحيًا أعمق، حيث تركز القصة على فكرة "الشاطئ" باعتباره حلقة وصل غامضة بين الحياة والموت، والخيال والواقع، والماضي والمستقبل.

تستغرق مدة إنهاء اللعبة حوالي 33 ساعة، ولكن هذا الرقم يمكن أن يزداد بشكل كبير إذا قرر اللاعب استكشاف جميع المهام الجانبية المتاحة، أو الاستغراق في بناء الشبكات الاجتماعية والمرافق الحيوية بين المناطق المختلفة. يعود النظام التعاوني غير المباشر من جديد، حيث يمكن للاعبين من جميع أنحاء العالم ترك أدوات وبنى تحتية قيمة يستفيد منها الآخرون، مما يعزز الإحساس الجماعي والتواصل الوثيق على الرغم من غياب اللعب الجماعي المباشر.

ما يجعل هذه اللعبة فريدة من نوعها ومميزة للغاية ليس فقط أسلوبها المبتكر والمختلف، بل فلسفتها العميقة التي تتجاوز حدود الترفيه. يواصل Kojima تقديم تجربة تتحدى أعراف الصناعة، من خلال تقديم لعبة تبطئ الإيقاع عمدًا لتجبرك على التأمل في العزلة الوجودية، وأهمية الروابط البشرية، وتأثير الخيارات الصغيرة على مسار العالم بأكمله. كما أن الأداء الصوتي والمرئي تطوّر بشكل ملحوظ، مع أداء تمثيلي مؤثر من Norman Reedus وLea Seydoux، بالإضافة إلى مزيج فني ساحر يجمع بين الواقعية المطلقة والخيال الجامح.

Death Stranding

تجربة فريدة تستغرق 40 ساعة ونصف

كان Death Stranding أول مشروع أصلي يقدمه Hideo Kojima بعد مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات امتدت لعقود ضمن سلسلة Metal Gear Solid الأسطورية، وقد حمل معه قدرًا هائلاً من الترقب والغموض الذي لم يسبق له مثيل. لم تكن أي من العروض الترويجية واضحة بما يكفي لشرح ما يدور في قلب اللعبة، وعندما صدرت أخيرًا، انقسمت الآراء بشكل حاد: البعض اعتبرها تحفة فنية سينمائية بطيئة الإيقاع، بينما وجدها آخرون غامضة ومعقدة إلى حد الإحباط الشديد.

في Death Stranding، يتقمص اللاعب دور Sam Porter Bridges، المكلف بمهمة نبيلة وهي إعادة ربط مدن أمريكا المعزولة بعد انهيار النظام العالمي، وذلك من خلال إيصال الطرود عبر بيئات وعرة وخطيرة مليئة بالمخاطر الغامضة مثل الكائنات الشفافة الشبحية (BTs) وظواهر المطر الزمني المرعبة التي تسرّع الشيخوخة. اللعبة لا تركز بشكل أساسي على القتال العنيف، بل على التنقل الاستراتيجي والبناء المتقن والربط بين البشر في عالم منقسم ومشتت، مما يمنح التجربة طابعًا تأمليًا وفلسفيًا غير معتاد إطلاقًا في الألعاب التجارية.

ما جعل اللعبة أكثر إثارة للجدل هو بطء الأحداث وتركيزها الكبير على تفاصيل توصيل الحمولة، بالإضافة إلى قصة رمزية معقدة مليئة بالمصطلحات الغامضة مثل "DOOMS" و"Bridge Babies"، والتي تطلبت من اللاعبين الانخراط العميق في اللعبة لفهم مغزاها الحقيقي. ومع مرور الوقت، وخاصة بعد ظهور جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، بدأت المقارنات تتصاعد بين العزلة المفروضة في اللعبة والعزلة الواقعية التي يعيشها الناس، مما ساهم في تغيير نظرة الكثيرين إليها وإعادة تقييمها بشكل إيجابي.

Metal Gear Solid 5: The Phantom Pain

ملحمة تمتد لـ 45 ساعة ونصف

تُعد Metal Gear Solid 5: The Phantom Pain آخر لعبة في السلسلة أخرجها المبدع Hideo Kojima، وتدور أحداثها في الفترة الزمنية الواقعة بين Peace Walker وMetal Gear الأصلي. وخلال عملية التطوير، نشأت أزمة كبيرة بين Kojima وشركة Konami، مما أدى إلى تقليص محتوى القصة وطرح اللعبة قبل أن تكتمل بالشكل الذي كان يتمناه مطورها. أثرت هذه الخلافات بشكل ملحوظ على السرد القصصي، إذ ظهرت بعض الفجوات الواضحة في الحبكة، خاصة في النصف الثاني من اللعبة.

على الرغم من ذلك، تبقى The Phantom Pain واحدة من أضخم تجارب التخفي وأكثرها تعقيدًا وابتكارًا في تاريخ ألعاب الفيديو. بفضل التصميم المفتوح للعالم، يجد اللاعب نفسه أمام العشرات من الطرق المختلفة لإنهاء كل مهمة. سواء اختار التسلل التام دون أن يشعر به أحد، أو استخدام القوة الغاشمة والتكنولوجيا المتقدمة لفرض السيطرة على الموقف، فإن اللعبة تمنحه الأدوات الكاملة لتطبيق أسلوبه الخاص في اللعب.

ينقسم عالم اللعبة الشاسع إلى منطقتين رئيسيتين: أفغانستان وإفريقيا، وكل منهما مليئة بالتضاريس المتنوعة، والقواعد العسكرية المحصنة، والعناصر البيئية التي يمكن استغلالها بذكاء لصالح اللاعب. إضافة إلى ذلك، تتطور القواعد العسكرية للعدو بشكل ديناميكي بناءً على طريقة لعبك، فإذا استخدمت القنص كثيرًا، سيبدأ الأعداء في ارتداء الخوذ الواقية، وإذا استخدمت الغاز السام، سيبدؤون بارتداء أقنعة واقية.

تقدم اللعبة أيضًا نظام إدارة شامل من خلال "Mother Base"، حيث يمكن للاعب تجنيد الجنود المهرة، وتطوير الأسلحة الفتاكة، وبناء مرافق جديدة ومتطورة، مما يضيف بُعدًا استراتيجيًا قويًا إلى التجربة. ومع وجود شخصيات أيقونية مثل Quiet وOcelot وHuey، تعود أجواء الغموض والخيانة التي لطالما ميزت سلسلة Metal Gear، حتى وإن لم تكتمل القصة بالشكل الذي كان يتمناه Kojima.

على الرغم من النهاية المفاجئة والملف المحذوف الذي كان من المفترض أن يكون الفصل الأخير، فإن The Phantom Pain تبقى تجربة متكاملة ومذهلة من حيث أسلوب اللعب والحرية التامة في التخطيط والتنفيذ، وتمثل أقوى وداع قد يقدمه Kojima لأحد أعظم الأعمال في تاريخه الحافل بالإنجازات.